كما نعلم اليوم ، قد تكون الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية حديثة ولكن علاقاتها تعود مع هذا البلد الإسكندينافي الى القرن العاشر قبل المسيح. ووفقاً للأسطورة السويدية التي يعود تاريخها الى القرن العاشر ، كان ملاّح يدعى بتروس مفتوناً بجمال اميرة ارمنية بحيث سافر الى ارمينيا وتزوّجها. وتظهر آثار التأثير الأرمني في الأعمال الأدبية السويدية العديدة وفي مستندات البحث خاصة في القرون الوسطى. ويعتقد المؤرّخون بأنّ السويدييّن تعلّموا فن الخياطة من الأرمن مع بعض الألحان الموسيقية خلال ذلك العصر. ولكن بالرغم من المراجع المتكرّرة ، لم يُذكر اي وجود ارمني حقيقي ومستمر في السويد حتى القرن الثامن عشر حين ساعد مرجع افضل على تنظيم العلاقات بين الأرمن وهذا البلد الإسكندينافي . وما عدا العلاقات الفردية ، رافق فريق من الأرمن من تركيا الملك السويدي كارل الثاني عشر الى السويد في العام 1714 وبقي مندمجاً في المجتمع السويدي عبر الأعوام. وانه لواقع تاريخي ايضاً بأنّه تمّ توظيف العديد من الأرمن من قبل السفارة السويدية في تركيا العثمانية. ومن بين هؤلاء ، المتخرّج من جامعة باريس هاكوب شاميشوغلو (شاميشيان) الذي خدم في السفارة السويدية في القسطنطينية اوائل العام 1700 وهوفهناس مورادجيان الذي تسلّم منصباًً مهماً كمترجم فوري في السفارة نفسها اواسط العام 1700 . وعبر الأعوام ، اصبحت عائلة مورادجيان معتادة جدّاً على الحياة الديبلوماسية السويدية في الأمبراطورية العثمانية . وان إبن وحفيد السينيور مورادجيان ، اغناطيوس مورادجيا دوهسن وابراهام قسطنتين دوهسن معروفين جدّاً من قبل المؤرّخين السويديين. فالأرمنيان الكاثوليكيان خدما في مناصب ديبلوماسية مهمّة لأعوام عديدة.

ارمني آخر هو ابراهام قسطنتين درس في فرنسا وخدم في السلك الديبلوماسي السويدي وتمّ توظيفه عدّة مرّات في اسبانيا وهولّندا والمانيا. وتوفّي في برلين عام 1851 . وقد اتمّ ابراهام دراسته في جامعة اوبسالا في السويد بتعلّم الأدب والتاريخ والميثولوجيا والثقافة السويدية . وعمل مع العالم السويدي المشهور جون برزيليوس واصبح عضواً فخرياً للإتّحاد العلمي لأوبسالا بسبب بحثه في الكيمياء. ولكن مورادجيا دوهسن الذين حملوا وساماً من قبل العائلة الملكية بسبب تقديرهها لعملهم ، لم يكونوا الوحيدين المعنيين بالحياة الديبلوماسية السويدية. جان اناستاتسي وهو تاجر ارمني من دمشق خدم كقنصل عام سويدي في مصر من 1828 الى 1857 . وبول سارفينو (سارافيان) تسلّم منصباً مهمّاً مماثلاً في السفارة السويدية في القسطنطينية.

وتابعت المسيرة عبر عقود عديدة. اوهان داميرجيان وهو ابن ستابان باي داميرجيان الذي خدم كوزير خارجية مصر من 1844 الى 1853 ولعب دوراً مهمّاً في افتتاح قناة السويس وأقام علاقات ودّية مع العائلة الملكية السويدية. وانّ داميرجيان الذي استقرّ في السويد وحصل على الجنسية في العام 1867 معروف جدّاً في الدوائر الأكاديمية السويدية كمؤلّف كتابين متعلّقين بالعلاقات التجارية والصلة بين البلدان الأوروبية في ذلك العصر والشرق. ووفقاً لبحث حديث ، أنشأ داميرجيان كنيسة صغيرة خاصة على حافة ستوكهولم. ولا يزال البناء قائماً والمهندسون المعماريون المعتادون على هياكل الكنيسة الأرمنية مقتنعون بأنّ عمارتها الداخلية ، بخاصة قناطرها وجزءها الأعلى ، تشبه جدّاً العمارة التي تظهر في الكنائس الأرمنية في العالم.

وإنّ الطائفة الأرمنية الكاثوليكية في السويد معدودة . فنحن نملك 150 عائلة منتشرة في السويد . ونحتفل بقدّاسين كل شهر في ستوكهولم . وعادةً ، نعلّم بعد القدّاس اللغة الأرمنية الى الذين لا يتكلّمون الأرمنية ابداً. وفي كلّ احد من كلّ شهر ، نحتفل بالقدّاس في سودارتالج حيث نملك طائفة صغيرة . كما نحتفل دوريّاً بالقدّاس في مدينة اخرى تدعى ترولهاتان حيث تستقرّ طائفة ارمنية كاثوليكية صغيرة .


الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | الدليل | مراجع مفيدة | إتصل بنا
ابحث في الموقع: 
اقرأ هذه الصفحة باللغة :    
جميع حقوق النشر محفوظة © للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة