أثمرت الضغوطات المختلفة التي مارستها القوى التروبية على الباب لوقف الاضطهادات في حقّ الارمن الكاثوليك، عام 1830، عن استقلال هؤلاء عن البطريركية الارمنية في القسطنطينية.
واستنتج عندها، بعدما عاد السلام، أن الاضطهادات كانت "مفيدة" اذ هي ثبتت وفتحت الايمن في الاوساط الكاثوليكية. ولئن تمّ الحصول على حرية الشعائر بعدما دفع الدم ثمنا لها، فقد وجبت الآن ادارة هذه الحرية. وهذا ما قام به غريغوريوس الثامن بكل براعة، اذ بنى أولا كنائس وأماكن عبادة وبيوت لكهنة الرعايا، وأسس مدارس جديدة، وكذلك اكليريكية للمبتدئين في توكات، ورفع مستوى تعليم الاكليريكيّين، وأعاد دراسة نظامهم. كما سام 15 أسقفا جديدا، ودعا الى سينودوس، هو الاول في بزمّار (1855)، وباشر اصلاحات طقسية وراعوية وقانونية، ونمّى صدقاته مع السلطات المدنية والدينية في البلاد.
|