السيرة الذاتية للكاثوليكوس البطريرك
غريغوريوس بطرس الثامن هأسدفدزادوريان
(1843- 1866)
اسم سيبقى مجيدا في سجلات أمّته
أثمرت الضغوطات المختلفة التي مارستها القوى التروبية على الباب لوقف الاضطهادات في حقّ الارمن الكاثوليك، عام 1830، عن استقلال هؤلاء عن البطريركية الارمنية في القسطنطينية.
واستنتج عندها، بعدما عاد السلام، أن الاضطهادات كانت "مفيدة" اذ هي ثبتت وفتحت الايمن في الاوساط الكاثوليكية. ولئن تمّ الحصول على حرية الشعائر بعدما دفع الدم ثمنا لها، فقد وجبت الآن ادارة هذه الحرية. وهذا ما قام به غريغوريوس الثامن بكل براعة، اذ بنى أولا كنائس وأماكن عبادة وبيوت لكهنة الرعايا، وأسس مدارس جديدة، وكذلك اكليريكية للمبتدئين في توكات، ورفع مستوى تعليم الاكليريكيّين، وأعاد دراسة نظامهم. كما سام 15 أسقفا جديدا، ودعا الى سينودوس، هو الاول في بزمّار (1855)، وباشر اصلاحات طقسية وراعوية وقانونية، ونمّى صدقاته مع السلطات المدنية والدينية في البلاد.
وان شهادة هذا المعاصر، الاب ده داماس، لثمينة جداً لنا: "تمكّن أعضاء معهد بزمّار، خلال عشرة أعوام، في توسيع ملكوت الله الى سوريا، وبلاد ما بين النهرين، وقيليقيا، وجزئيا، الى آسيا الصغرى. فلنرفع اليهم المجد ! فقد أثبتوا ما يمكن اكليريوسا مهيأأ في عناية أن يعمل. ان اسم آخر بطريرك مقيم في بزمّار سيبقى مجيدا في سجلات أمته". (نظرة على أرمينيا، ليون – باريس 1888).
قبل أن نقفل الفصل حول البطاركة "اللبنانيّين" الثمانية الاوائل ونكمل سير العشرة الآخرين، لا بدّ من أن نشهد لهم :
انّ هؤلاء البطاركة الثمانية، خلال فترة 150 عاما، قد حقّقوا عملا بطولياً مهيّأً، وخاضوا معركة غير متكافئة في سبيل ايمانهم، دونما اعتراف رسمي، وفي ظل الملاحقة القضائية. وغالبا ما عمل مرسلوهم متخفّين كمتسوّلين وقادة قوافل وتجّار متنقلين، مهدّدين بالموت والابعاد والسجن والعنف الجسدي. فلنتصوّر مدى ما كانوا لينجزوه لو أن أعوام الاضطهادات المئة والخمسين كانت أعوام سلام وحرية ضمير.


الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | الدليل | مراجع مفيدة | إتصل بنا
ابحث في الموقع: 
اقرأ هذه الصفحة باللغة :    
جميع حقوق النشر محفوظة © للكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة