بيروت، لبنان

برئاسة صاحب الغبطة الكاثوليكوس البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر وبتنظيم لجنة وسائل الاتصال الاجتماعية التابعة للبطريركية الأرمنية الكاثوليكية انعقد مؤتمر لوسائل الاتصال الاجتماعية في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، وذلك يومَي الجمعة 24 والسبت 25 أيلول 2010، في المقرّ البطريركي بيروت – جعيتاوي.

شارك في هذا المؤتمر مسؤولون وعاملون في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وما يتفرّع عنها، التابعة للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في أنحاء العالم (نحو 40 مشاركاً ومشاركة)، بحضور عدد من الأساقفة والآباء العامّين والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة وضيوف إعلاميين.

بدأ المؤتمر بالصلاة. ثمّ كانت كلمة افتتاحية لصاحب الغبطة وبركة منه للحاضرين. وقد شدّد غبطتُه في كلمته على رسالة الإعلامي في نقل الحقيقة "حيث العمل واسع والأساليب متنوّعة" كما شدّد على "واجب الإعلامي في البناء على رغم ما قد يهدمه الآخرون".

تلا ذلك كلمة رئيس اللجنة البطريركية لوسائل الاتصال الاجتماعية المنسنيور رافائيل ميناسيان، وتركّزت على توضيح دور وسائل الاتصال الاجتماعية في الكنيسة وغاية المؤتمر في إغناء الحضور المسيحي في الشرق.

ثمّ كانت نظرة عملية مقترحة قدّمها الأب وارطان كازانجيان أمين المؤتمر. ثمّ كلمة ألقاها الأب أنترانيك غرانيان في توجيه العمل الإعلامي في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية وتنسيقه بعناية بالغة لأجل نجاحه في نقل القيم المسيحية ونشرها في شرقنا وفي العالم.

بعد ذلك كانت أسئلة ومداخلات وصورة تذكارية للمؤتمرين.

وفي جلسة لاحقة قدّم ممثّلو وسائل الإعلام في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، على تعدّد هذه الوسائل وتنوّعها، تقارير تعريفية مقتضبة عن إنجازاتهم وأنشطتهم وبرامجهم العملية. وكانت هذه التقارير دافعاً حقيقياً لتعرّف إمكانيات وطموحات هذه الوسائل التي تسعى في ما تسعى إلى بناء مستقبل الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية الذي يستمدّ نضارته من إرثها الروحي والفكري الثمين.

وقد تجلّت في أثناء اللقاء أفكار بنّاءة وحاجات ماسّة وأمنيات عزيزة طالت العمل الإعلامي ومعطياته ولغته، إلى وضعه في سياقه التفاعلي مع الأحداث والقضايا كي تصل المعلومة بأمانة ويُسر إلى متلقّيها في الوطن والمهجر، على امتداد الجغرافيا وتنوّع الانتماء. وقد رافق ذلك كلَّه تفاعل الحاضرين وتطلّعهم إلى اعتماد ما طُرح وفق منهجية مستقبلية.

وصباح السبت 25 أيلول تابع المؤتمرون لقاءهم ببلورة مقترحاتهم وإغنائها، انطلاقاً من هدف وسائل الإعلام الكنسية في نقل البشارة وترسيخ القيم المسيحية على أكمل وجه.

وتطرّق الحاضرون إلى أهمية العمل فريقاً واحداً، وإلى ضرورة إطلاق وتفعيل المكتب الإعلامي في المركز الثقافي الخاصّ بالبطريركية الأرمنية الكاثوليكية والموضوع تحت شفاعة القديس غريغوريوس الناريكي، كي يواكب هذا المكتب أحداثها وينطق باسمها ويتعاون مع سائر مراكز الأبرشيات الأرمنية الكاثوليكية المنتشرة في العالم تعاوناً وثيقاً، عن طريق تشبيك المعلومات الذي بدأت بوادره بالظهور في عدد من هذه الأبرشيات.

وقد وضع المؤتمرون مسوّدة توجيهات إعلامية جديدة تتضمّن:

1-    الارتقاء بنوعية الأخبار والمعلومات والأدوات.

2-    تنشيط العمل الإعلامي بمختلف وسائله، وخاصّة الحديثة.

3-    تأكيد أهمية نقل الإيمان عبر وسائل الإعلام المتاحة.

4-    تأمين استمرارية العمل الإعلامي للأجيال القادمة، ونقله من الفردية إلى المأسسة.

وختاماً كانت ندوة إعلامية بحضور مديري وسائل الإعلام الأرمنية العاملة في لبنان.

إنّ المشاركين في "مؤتمر وسائل الاتصالات الاجتماعية في الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية"، إذ يشكرون جميع الجهود التي تضافرت لإنجاح اللقاء، ويحيّون جميع المبادرات الفردية والجماعية الساعية إلى إعلاء شأن رسالة الإعلام في الكنيسة والمجتمع، يتفهّمون بجدّية مُثلى ما أشارت إليه "ورقة العمل لسينودس الأساقفة – الجمعية الخاصّة من أجل الشرق الأوسط" الذي سيُعقد بعد أيام في حاضرة الفاتيكان، وإنّهم لمدركون أنّ الاستعداد الجيّد المتجدّد والعمل الدؤوب لوسائل الاتصالات الاجتماعية في هذا الشرق هو ما يجسّد حقّاً مفهومَي "الشركة" و"الشهادة" اللذين اختيرا عنواناً للسينودس، بل عنواناً لحياتنا برمّتها إذا ما شئنا لها أن تزدهر. والمشاركون إلى ذلك يجدّدون عزمهم في المضيّ في مسيرتهم الإعلامية وتدعيمها وفي عقد لقاءات قريبة قادمة، من مثل هذا المؤتمر، برعاية الله.