بيان إستنكار وتضامن
مرة اخرى وفي محاولة غادرة وجبانة ، طالت يد الإرهاب والظلام الأبرياء المؤمنين من أبناء الطائفة السريانية الكاثوليكية ، وللمرة الثانية تتعرض كاتدرائية سيدة النجاة في بغداد لهجمات وحشية خارجة على القيم الدينية والانسانية ، وانتهت العملية باستشهاد أكثر من خمسين من المصلين المسيحيين وثلاثة كهنة من بينهم الأبوان ثائر عبدال ووسيم صبيح وعشرات الجرحى.
إننا إذ نستنكر بشدة هذه الجريمة الشنيعة، البعيدة كل البعد عن أخلاقيات المجتمع العراقي والعربي عامة، والتي تأتي ضمن مسلسل استهداف شعب العراق الأبيّ ووحدة نسيجه الفريد في محاولةٍ يائسة لإفراغ العراق من أبنائه المسيحيين .
إننا في الوقت الذي ندين ونستنكر هذه الجريمة النكراء , نعرب عن تضامننا الكامل مع عوائل الضحايا ونعلن عن قلقنا بشأن المواطنين العراقيين عامةً والمسيحيين خاصةً المتواجدين في المناطق التي تنشط فيها عصابات الجريمة والإرهاب .
في التاريخ المسيحي كثيرون ترسّخ إيمانهم على أثر ما رأوه بأم العين من المعجزات أثناء استشهاد الشهداء بسبب آلام الشهداء وموتهم، وما أظهروه من ثبات واحتمال وصبر. وليس من المبالغة إن قلنا إن الإيمان المسيحى إنتشر فى العالم باستشهاد المؤمنين وليس فقط بوعظ المبشرين وتعاليمهم، فدماء الشهداء روت بذار الإيمان.
والإستشهاد لم يكن في نظر المسيحيين ضرورة لا مفرّ منها ، بل كان التعبير الأقصى عن الإيمان والتمسك بالإنجيل الذي يفوق كل شيء ، ولو اقتضى ذلك الذهاب إلى أبعد حدود الآلام والموت اقتداءً بالمسيح.
كما نعزي عوائل الشهداء الذين سقطوا في سلسلة الإنفجارات الوحشية التي وقعت في الأيام الأخيرة في العراق، ونعاهد شهداءنا الأبرار على المضي قدما على درب الجلجلة والدفاع عن وجودنا المسيحي وحقوقنا المشروعة في العالم أجمع مهما غلت التضحيات، فمع المسيح الحي وتعاليمه، تنشئ الأحزان أفراحاً، وتولد الضيقات تعزيات .
رحم الله شهداءنا الراقدين على رجاء القيامة ، وإننا نرفع أيدينا بالدعاء إلى الرب القدير كي يسكنهم فسيح جناته ويحصي أرواحهم الطاهرة مع الأبرار والقديسين.
بيروت في 4/11/2010
بطريركية كيليكيا للأرمن الكاثوليك