الفاتيكان

إنّ عنوان رسالة الحبر الأعظم لمناسبة الصوم الكبير لهذا العام مستوحى من رسالة القديس بولس إلى أهل روما (3/21-22): "فقد ظهر برّ الله.. وطريقه الإيمان بيسوع المسيح".

يشرح البابا من خلال هذه الرسالة معنى العدالة في المفهوم العام السائد بحسب الشرع الروماني القديم ولكنه يشدد على أن الإنسان يحيا من تلك المحبة التي لا يمنحها إلا الله وحده لكونه خلق الإنسان على صورته ومثاله. ويشير إلى أن يسوع انشغل بشفاء أمراض الناس وعاهاتهم وسد احتياجاتهم ولكنه دان اللامبالاة التي تدفع بملايين البشر إلى الموت نتيجة نقص الغذاء والشرب والأدوية، مضيفا أن التوزيع العادل للخيور لا يعطي الكائن البشري ما يحتاجه فعلا.

ويلفت البابا في القسم الثاني من رسالته إلى أصل الشرور والظلم فيقول إنها تنبع من باطن الإنسان كما وصفها يسوع: "من باطن الناس، من قلوبهم تنبعث المقاصد السيئة.." (مرقس 7/21).

كما ويشدد الأب الأقدس على الرابط العميق بين العدالة والصدقة المرتكزة إلى الإيمان بالله وصنع الخير للقريب والجار، والصدقة بالمفهوم الكتابي القديم تعني قبول مشيئة الله بالكامل ومن جهة أخرى المساواة مع الآخر أي الفقير والغريب واليتيم والأرملة (راجع سفر العدد 10/18-19). ولولوج العدالة، يتابع البابا، من الضرورة بمكان الخروج أولا من وهم وخداع الاكتفاء الذاتي، من حالة القوقعة العميقة. ويضيف بأن عدالة المسيح هي عدالة النعمة وبرّ الله وتختلف تماما عن عدالة البشر.

ويختم البابا بندكتس السادس عشر رسالته لمناسبة الصوم بالقول إن على المسيحي واجب الإسهام في تشكيل وبناء مجتمعات عادلة حيث يحصل الجميع على ما هو ضروري لحياة كريمة تليق بالبشر وحيث العدالة تغذيها المحبة.