"رجل رائع، وبحسب قلب الله"، هكذا شهد أوائل كتّاب السير على غريغوريوس الخامس. وكان قد نشأ، في تلك الأيام، خليط من رجال الدين والرهبان والكهنة (المتزوجين اجمالا) والمرسلين (جميعهم من الرجال الذين نذروا أنفسهم، لكنّهم من ثقافات مختلفة ولا هوية روحانية خاصة بهم)، وكان هذا الخليط يخدم في الارساليات أو الرعايا التي يحدّدها البطريرك.
أدرك غريغوريوس الخامس أن على البطريركية، ان ارادت الاستمرار، أن تعيد تركيب هيكليتها. وقد اجتهد طوال حياته – بعد الفراغ الذي تركه "تغيّب" الأنطونيين الارمن، وهم النخبة بالنسبة اليه – نقول اجتهد طوال حياته في سبيل تحقيق مشروع اكليريكية ورهبنة خاصّتين بالبطريركية، يكون ميّزاتها الجهوزيّة التامّة لأوامر الرؤساء، كما جاء في تعريفهما في "المواثيق" ...
|