المؤتمر الأول للأبرشية الأرمنية الكاثوليكية في لبنان
البيان الختامي
بعد انعقاد مؤتمري الكنيسة الأرمني الكاثوليكية التاريخيّين في العامين 1997 و2003 في دير بزمار، بمشاركة الوفود الدينيّة والعلمانية الآتية من الأبرشيّات الأرمنية الكاثوليكية، شكّل المؤتمر الأول لأبرشية لبنان الأرمنية الكاثوليكية في لبنان محطةً مفيدة. وقد انعقد هذا المؤتمر في يومي الجمعة والسبت 22-23 تموز 2005 في صالة آراراديان في الأشرفيّة وترأسه كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر. كما شارك في المؤتمر أعضاء الإكليروس الأرمني الكاثوليكي ومسؤولون من الإكليروس وعلمانيون وممثلون عن مختلف المنظمات الخيرية والثقافية والنسائية والشبابية وتلك الخاصة باليافعين، بالإضافة إلى المجالس الرعويّة والجوقات، فضلاً عن ممثلي الهيئات التابعة للأبرشية البطريركية التالية: لجنة الإعلام ولجنة العائلة ولجنة الدعوات ولجنة الشباب والمجلس السياسي والمجلس الإقتصادي ومجلس مدراء المدارس الأرمنية الكاثوليكية والمجلس التابع لجوقة «غرونغ».
وبعد صلاة الإفتتاحيّة، دعا رئيس الجلسات الأب آنترانيك غرانيان غبطته ليلقي كلمة الإفتتاحية، حيث شدّد غبطته على أهمية مشاركة العلمانيين الفاعلة في الحياة الكنسية كونهم "أفراد مسؤولون مفعمون بروح القديس غريغوريوس المنوّر الذين يشكلون أسس هيئاتنا الطائفية". كما شدّد غبطته على أهميّة العمل الجماعيّ قائلاً: "أنتم هنا لتتشاركوا في الصلاة والإصغاء والمناقشة والتفكير في سبيل توفير أفضل الوسائل لكلّ فردٍ أرمني كاثوليكي. فعلينا أ، نحدّق أوّلاً بيسوع المسيح لنتعرّف على إرادة الربّ وما يتوقّعه منّا كأفراد وكطائفة، علماً أنّ الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية هي هيئة روحية".
وعليه، قام أمين عام المؤتمر الأب كابريال موراديان بإعلان البدء بأعمال المؤتمر بعد تقديمه تقريراً وجيزاً عن أعمال المؤتمر التحضيرية. وفيما ذكر انعقاد المؤتمر على مرحلتين، أشار إلى أنّ المرحلة الأولى ستساهم في مناقشة المواضيع الواردة على جدول الأعمال وإعداد البيان على أساسه. أمّا المرحلة الثانية، فستشكل فرصةً لتبنّي القرارات والحلول والمقترحات.
ثمّ قام ممثلو المنظمات واللجان الرعويّة أو تلك التابعة للأبرشية البطريركية بتقديم التقارير، الواحدة تلو الأخرى، حول نشاطات هيئاتها وواقعها الحالي، كما أنّهم قدّموا اقتراحاتهم وتوقّعاتهم في إطار هذا المؤتمر.
وقد اختتم الأب آنترانيك غرانيان جلسات اليوم الأول من المؤتمر مشيراً إلى أنّه تشكّل في أذهان المؤتمرين الفسيفساء المتكامل للهيئات الطائفية وقد تابع المؤتمر أعماله في اليوم الثاني على ضوء ذلك.
وفي اليوم الثاني، استمع المشاركون في المؤتمر إلى ستّة مداخلاتٍ مفيدة حول المواضيع الأربعة المحدّدة لهذا المؤتمر وهي التالية: الموضوع الأوّل، « تبنّي الإكليروس والعلمانيين موقفاً موحّداً إنطلاقاً من معرفتنا بالإرث الأرمني الكاثوليكي وبغية تأسيس هويتنا الأرمنيّة الكاثوليكية ومواجهة تحدّيات العولمة ومخاطرها» (المحاضر هو الدكتور كيورك إجيديان). والموضوع الثاني، « نقل عقيدةِ آبائنا القديسين الغنيّة ولغتِنا الأم وثقافتنا وتاريخ الأرمن إلى الجيل الصاعد من خلال استخدام الوسائل الحديثة» (المحاضر هو السيد سيفاك هاكوبيان). والموضوع الثالث، «منح العلمانيين نطاقاً واسعاً للعمل في إطار الكنيسة بما أنّهم، من خلال عمادتهم، يشكلون جزءاً من الكنيسة وبسبب أهمية مشاركتهم الفعالة والمسؤولة في نشاطات الكنيسة، خاصةً في الأحوال الراهنة» (المحاضران هما الآنسة جاكين آبونايان والأب فارتان كازانجيان). والموضوع الرابع، « بما أنّ سينودس الأرمن الكاثوليك يعتبر الجمعية الأرمنية الكاثوليكية وسيلة من وسائل التعبير عن رسالة العلمانيين، وجوب تبنّي الجمعية الأرمنية الكاثوليكية وجعلها فعالة داخل الرعايا، حيث يكون ذلك ممكناً، وتشكيل هيئة مركزية بغية تنسيق هذه الأعمال» (المحاضران السيد غريغوار كالوست والسيد ساركيس ناجاريان).
وبعد كلّ من المداخلات، تمّت مناقشة الإشكاليات النابعة عن الموضوع المطروح. وفي هذا الإطار، طرح المؤتمرون اقتراحاتهم وأسئلتهم، ثم تمّ تشكيل أربعة لجانٍ. وبعد أن عقدت كل من اللجان اجتماعاً خاصاً بها، قدّمت جدول أعمالها إلى حين انعقاد المرحلة الثانية من المؤتمر.
وبعد الإستماع إلى التقييم الشامل للمرحلة الأولى من المؤتمر الذي ألقاه الأمين العام إلى الحضور، قرّر المؤتمرون أن يتمّ انعقاد المرحلة الثانية من المؤتمر خلال النصف الثاني من شهر تشرين الثاني من العام 2005. كما دعوا اللجان، إلى حين انعقاد المرحلة الثانية، إلى البحث في مشاريع ووسائل واقتراحات تناسب ما نتج عن المرحلة الأولى، ليتمّ إقرارها وتنفيذها لإعطاء زخم ومساحة ونوعية جديدة لنشاطات الطائفة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان في الإطار الوطني والياسي والثقافي والخيري والإجتماعي والإقتصادي والشبابي في سبيل ازدهار لبنان وأرمن لبنان.
وقد اختتم المؤتمر أعماله بالكلمة التي ألقاها غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر، شدّد فيها على أنّ المؤتمر "شكل لحظة إشعاع" ودعا الحضور إلى رفع الصلات إلى الرب" مضيفاً: " لا يمكن للكنيسة أن تقصّر في رسالتها، أي ألا تبشّر بالإنجيل المقدّس. بل على كنيستنا أن تتابع مهمة التبشير بزخمٍ أكبرَ تجاه أبنائها سواءً في لبنان أو في أرمينيا، حيث حُرم أبناؤنا من الإيمان لمدّة سبعين سنة في ظلّ النظام الشيوعيّ الملحد. كما ينبغي أن تواجه كنيستنا فيض المخاطر الحالية أي العولمة والمادية والأنانية". كما أشار غبطته إلى أنّ التمنّيات البحتة ليست كافية وأضاف: " ولكي تصبح أعمالنا أكثرَ إنتاجيّةً ولعدم تحوّلها إلى نصائح نظريّة بحتة، علينا النضال ضدّ العقلية السطحية الحالية التي لا تسفر عنها إلاّ الأفكار المتوسطة والحلول الناقصة. فيجب درس كلّ المعطيات على ضوء ظروف موضوعية". وأخيراً تمنّى غبطته على الحضور عدم الإستسلام أمام الصعاب قائلاً: "لأنّكم تعملون في سبيل مجد الرب وازدهار الطائفة بغية الإبقاء على إشعاع المنوّر في صفوف أجيالنا الصاعدة".