ولادة جمعية بزمار

في عهد أبراهام أردزيفيان (1742-1749)، الكهنة البطريركيون كانوا يتألفون من الأساقفة ومن بعض الآباء الأنطونيين، الذين انتقلوا عام 1750 من دير الكريم الى دير بزمار المشيّد حديثاً. وهناك عاشوا كما سائر الكهنة في الأديرة الأرمنية الاخرى، حتى مرحلة التنظيم القانوني مع البطريرك كريكور بطرس الثالث كسباريان.

البطريرك هاكوب بطرس الثاني هوفسبيان (1749-1753) بعد الانتهاء من التنظيم المادي للدير، انبرى الى تدعيم التنظيم المعنوي الروحي من خلال اقامة اساسات منظمة لترتيب الحياة العامة في الدير.

بهذا الشكل ولدت جمعية كهنة بزمار البطريركية، بإعتبارها مرتبطةً بالكرسي البطريركي، والسند الذي يعتمد عليه ويكون دوماً في خدمة البطريركية ورسالتها المسيحية.

الهدف

ان هدف الجمعية الاساسي وفق المادة الرابعة من القانون الاساسي الصادر عام 1986 والذي تم إقراره من قِبل الكنائس الشرقية، هو ما يلي:

• نشر الطائفة الكاثوليكية في الوطن الأرمني.
• الخدمة الكهنوتية في سبيل البطريركية، والجمعية والأبرشيات، في ظل سلطة البطريرك، والنائب البطريركي للجمعية ورعاة الأبرشيات وفق صلاحيات كل واحد منهم.
• إعداد كهنة جدُد في الدير ليكونوا في تصرّف البطريرك في سبيل القيام بالمهمات الرعوية.

إن سمة الكاهن في بزمار منذ اليوم الأول للتأسيس كانت تتمثل بتكريس الذات بالكامل لأجل خدمة الشعب الارمني أينما وُجِد، بإتباع إرشادات البطريرك، كونه رئيس الجمعية قانوناً حتى ولو لم يكن بالضرورة من كهنة الجمعية. غير أن البطريرك في يوم إنتخابه يصبح عضواً في الجمعية ورئيسها. لكن يديرها من خلال نائبه البطريركي الذي يعتبر بشكل عام رئيس الدير.

بقوة التعهّد المتواضع، كهنة بزمار يتطوّعون شخصياً في لواء الرسل، الذين لا يرفضون أية مهمة توكل إليهم، إلا في حال وجود السبب القاهر والجدي. هؤلاء بفضل تفانيهم والتضحية بذاتهم سجلوا ملاحم بطولية في تاريخ الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. في آسيا الصغرى تصدّوا للمعارك الأخوية التي وقعت في القرى. في منطقة القوقاز قاموا لاحقاً برسالتهم سرياً. البعض منهم قد تم إضطهاده، سجنه أو قتله.

خلال مأساة الإبادة غير الانسانية استُشهد 15 منهم، نذكر الطوباوي مالويان، بإعتباره القدوة بالنسبة لكاهن القرن الواحد والعشرين، الإشراقة بالنسبة للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية والعالمية، المدافع الحصين عن جمعية كهنة بزمار وديرها العظيم.

التنظيم الاداري

• ان رئيس جمعية كهنة دير بزمار هو غبطة الكاثوليكوس البطريرك، الذي يشرف على الجمعية من خلال نائبه البطريركي، الذي بدوره يشكل مع أربعة كهنة المجلس الاداري المناط به الأمور التالية:
• ادارة ممتلكات الدير،
• نشر القيم الأخلاقية للجمعية،
• الاستلهام من رسالتها الفاعلة،
• تعزيز تقليده الروحي،
• تعظيم قيمته الثمينة ودوره الوطني والثقافي،
• ترسيخ وجوده التاريخي من خلال الإعداد لكهنة جدُد إنسجاماً مع المتطلبات الروحية والوطنية للقرن الواحد والعشرين.
• تتم إدارة الجمعية وفق القانون الاساسي الخاص المقرّ في 24 شباط 1986، وكذلك وفق إرشادات وقرارات الاجتماعات العامة التي تنعقد قانوناً كل ست سنوات، أو عندما يجد رئيس الجمعية أيّ غبطة البطريرك ضرورة لإنعقادها مع سماح خاص من مجلس الكنائس الشرقية بذلك.